العوامل اللفظية و أنواعها :
****************************
قلنا إن المبتدأ: اسم مرفوع في أول جملته {غالبًا}، مجرد من العوامل اللفظية الأصلية، محكوم عليه بأمر.
العامل هو: ما يدخل على الكلمة فيؤثر في آخرها، بالرفع، أو النصب أو الجر، أو الجزم، كالفعل فإنه يؤثر في آخر الفاعل، فيجعله نوعًا مرفوعًا، وفي آخرالمفعول فيجعله منصوبًا وكالجازم، فإنه يؤثر في آخر المضارع، فيجعله مجزومًا، وكحرف الجر، فإنه يؤثر في آخر الاسم، فيجعله مجرورًا وهكذا.
والعامل ثلاثة أنواع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أصلي لا يمكن الاستغناء عنه، وإلا فسد المعنى المقصود من الجملة، ومن أمثلته: المضارع، وحروف النصب، والجزم، وبعض حروف الجر (والتي تحتاج مع مجرورها إلى متعلق) .
2ـ زائد، وهو الذي يمكن الاستغناء عنه دون أن يترتب - في الأغلب- على حذفه فساد المعنى، كبعض الحروف الزائدة، في الجر، مثل "الباء" و "من" حيث لا تجيء بمعنى جديد، وإنما تزاد لمجرد تقوية المعنى، وتوكيده، ولا يحتاج حرف الجر الزائد مع مجروره إلى متعلق.
فمثال الزائدة "مِنْ" فى قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ للَّهِ} ، فكلمةَ: "مِن" حرف جر زائد؛ دخل على المبتدأ؛ فَجَرَّه فى اللفظ، دون المحل. ولذلك نقول فى إعرابه: إنه مبتدأ مجرور بمِنْ فى محل رفع.
ومن مواضع زيادة "باء الجر" دخولها على المبتدأ بعد "إذا" الفجائية، نحو خرجت فإذا بالصديق قادم، وكذلك دخولها على المبتدأ الضمير في مثل: كيف بك عند اشتداد الكرب. والأصل كيف أنت.... فلما زيدت الباء وجب تغيير الضمير "أنت لأنه ضمير مقصور على الرفع. فأتينا بدله بضمير يؤدي معناه، ويصلح لدخول حرف الجر، وهو: "كاف" المخاطب، "مجرورة بالباء لفظا في محل رفع مبتدأ .
3ـ شبيه بالزائد، وينحصر في بعض حروف الجر، ويؤدي معنى جديدا خاصا لا يمكن الاستغناء عنه. ولكنه مع ذلك لا يحتاج مع مجروره إلى متعلق. ومن أمثلة الشبيه بالزائد: (رب) وهي تفيد التقليل أو التكثير، نحو: رُبّ قادمٍ غَريبٍ أفادنا، فكلمة: "قادم" فإنها مبتدأ مجرور فى اللفظ بحر الجر الشبيه بالزائد، وهو: "رُبّ" - فى محل رفع. و (لعل)، وهي تفيد الترجي، (ولولا) في رأي - وهي تفيد الامتناع.
ومن العوامل ما هو (لفظي)، أي: يظهر في النطق وفي الكتابة، كالعوامل التي سبقت، ومنها ما هو(معنوي) يدرك بالعقل لا بالحس، كالابتداء الذي يرتفع به المبتدأ، وكالتجرد من الناصب والجازم فيرتفع به المضارع.
والعوامل بنوعيها: (اللفظية والمعنوية) ليست في الحق والواقع هي التي تؤثر بنفسها، وإنما الذي يؤثر ويحدث حركات الإعراب هو المتكلم. ولكن النحويين نسبوا إليها العمل والتأثير، لأنها المرشدة إلى تلك الحركات اللازمة لكشف المعاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق